التسلسل السريع للثورات الصناعية من الفحم في الثورة الأولى، إلى التقنية الرقمية ثم الانتقال سريعاً إلى بداية عصر الميتافيرس (الواقع الافتراضي) تغيرت خلاله حياة الإنسان اجتماعياً واقتصادياً، وأصبحت التقنية جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية، وكشف ظهور ما يسمى بالمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، في الصناعات حاجتنا الكبيرة للمرونة بدرجة عالية لمواكبة تلك التغيرات في الأعمال التجارية، وتوقع احتياج السوق المستقبلية.
وفي المجال العقاري، تم استثمار نحو 9.5 مليار دولار في شركات التقنية العقارية عام 2021 بحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وأسهم تطبيق التقنية الرقمية في نمو وتطور قطاع العقارات بشكل كبير، إذ تمكن ملاك العقارات من عرض عقاراتهم على العملاء دون الحاجة إلى تواجدهم شخصياً، والتي كانت في السابق تقتصر على المسوق العقاري، وساعد استخدام العملاء للبرامج التقنية في التسهيل عليهم قبل الالتزام واتخاذ أي قرار من خلال بناء نماذج حقيقية للمنشأة وتطويرها وتحديد ما يتم تصوره لإقامة المنشأة قبل تنفيذها. كما أدى استخدام هذه التقنية إلى زيادة فرص بيع العقار من خلال الحصول على طراز الأثاث المفضل لدى العميل وتضمينه في المنزل ليبدو وكأنه مؤثثاً بالكامل ليشعر العميل بشيء من الراحة والخصوصية، وأن هذا العقار ينتمي له بالفعل ويلبي حاجته، مما يرغب العميل في العقار ويزيد من فرص بيعه.
وقد أسهمت التقنية في تقليل التكاليف على العملاء، وسهولة تواصلهم مع الكفاءات المعمارية العالمية والمميزة خارج المنطقة، إذ ستكون التكلفة مقصورة على التكاليف المباشرة مثل تكلفة استشارة معماري بارز دون تحمل تكلفة انتقاله أو إضاعة وقته، ونتيجة لذلك التوفير ستقل التكلفة وسينعكس على المنافسة في السعر النهائي للعميل لمن يحسن استخدام التقنية. كما سيمنح استخدام البرامج والتطبيقات التقنية للشركات العقارية نقطة بيع فريدة مواكبة للتطور والجيل الجديد وتحقق لها التفرد بكل ما هو جديد.
وفي ظل تحول العديد من السلع للتجارة الإلكترونية على مدار العقد الماضي سيكون للسلع العقارية الباب الكبير لدخول السوق الإلكترونية، وربما ستكون هي السوق الرئيسية بعد سنوات قليلة. ومن المتوقع أن تتحول صناعة العقار في المستقبل القريب باستخدام إنترنت الأشياء وارتباط الأجهزة في استخدام الآلات وسهولة تبادل البيانات بين المطور والعميل والمصنع. وهذا ما تطرق له وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل، خلال مشاركته في أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة، مؤكداً أن الثورة الصناعية الرابعة ستسهم في توفير مفاهيم جديدة لنمط الحياة والأعمال، وهو ما يدفعنا لبناء نماذج عمل مستدامة لإدارة المدن بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي و«إنترنت الأشياء» ووسائل الاتصال والنقل فائقة السرعة، ورقمنة الخدمات البلدية، وتوحيد البيانات المركزية.
@Ahmedbalharbi
https://twitter.com/ahmedbalharbi
أحمد الحربي مؤسس ورئيس مجلس إدارة فيو